ويتبين مما تقدم لنا من التعريفات المقصودة بالحقيقة الحقيقة اللغوية، أي في استخدام اللفظ فيما وضع له أولا والذي ليس باستعارة ولا تمثيل ولا تقديم فيه ولا تأخير. أما أبو الحسين البصري المعتزلي البصري(ت ٤٣٦هـ) فله رأي في تعريف الحقيقة:(( ما أفيد بها ما وضعت له في أصل الاصطلاح الذي وقع التخاطب به)) (١) وهذا التعريف الذي وضعه أبو الحسين البصري جامع لكل أنواع الحقيقة((اللغوية والشرعية والعرفية))
ومن خلال ما بيّنته أرى ان العلماء أشاروا إلى ان الحقيقة تنقسم بحسب المواضع التي تكون فيها على ثلاثة أقسام هي:((حقيقة لغوية وشرعية وعرفية))
الحقيقة اللغوية
الحقيقة اللغوية: وهي الدلالة الأصلية أو كما تسمى أيضاً الدلالة المعجمية، وهي الدلالة الوضعية عند الأصوليين، وتعني دلالة اللفظ على معنى بنفسه.
وقد عرّفها عبد القاهر الجرجاني(ت٤٧١هـ) قائلا: ((ما وقعت له في وضع أو مواضعة)) (٢) فالحقيقة اللغوية:(( هي استعمال اللفظ في ما وضع له أولا في اللغة، كالأسد للدلالة على الحيوان المفترس)) (٣) فالحقيقة اللغوية لا تقتضي كونها حقيقة فيما دلّت عليه إلاّ إذا كانت مستعملة في موضوعها الأصلي فهي:(( استعمال اللفظ في معناه الأصلي)) (٤).
والحقيقة اللغوية يدلّ على وضعها أمران (٥)
١- إنها دلّت على مواضع مصطلح عليها في تلك المواضعة وهذه فائدة الحقيقة ومعناها.
٢- انها استعملت في الأوضاع اللغوية، أي أنها في معناها الأصلي
فالحقيقة عندهم تعني استعمال اللفظة في وضعها الأول بحيث لا يتبادر إلى الذهن غير ذلك حيثما تطلق، ويسمّى هذا النوع الحقيقة اللغوية.
(٢). أسرار البلاغة: ٢٨٧.
(٣). المستصفى: ١/ ٣٢٥ وينظر: المحصول: ١/١٢٦.
(٤). أسباب اختلاف الفقهاء: ٣٣٢.
(٥). الطراز: ١/٥١.