ويمكن الإشارة إلى نقطة مهمة نلاحظها عند البقاعي في بيان الحقيقة اللغوية، إذ يستخدم كلمات للدلالة عليها، إذ يصرح بكلمة((حقيقة)) كما مرّ بالمثال السابق، وكذلك استخدامه كلمة أصله في اللغة أو اصله فقط.
ومن الأمثلة التي تناولها البقاعي منها كلمة ((الأبرص)) في قوله تعالى:﴿... وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى...﴾ (١) يشير البقاعي:(( والبرص أصل معناه: تلمع الشيء بلمع خلاف ما هو عليه، ومنه براص الأرض، لبقع لا نبت فيها، ومنه البريص في معنى البصيص، فما تلمع من الجلد على غير حاله فهو لذلك برص)) (٢) وأشار صاحب القاموس:(( البرص بياض يظهر في ظاهر البدن لفساد مزاج، برص- كفرح- : فهو أبرص والأبرص القمر وتبرص الأرض: لم يدع فيا رعيا إلاّ رعاه) (٣)
فالأبرص: هو بياض يعتري الجلد ويطلق أيضاً على القمر، لبياضه، وكذلك أطلقته العرب على الأرض الجرداء التي لا نبت فيها (٤). ويشير الحرالي:(( البرص عبارة عن سوء مزاج يحصل بسببه تكرج، أي فساد بلغم يضعف القوّة المغيرة عن إحالته إلى لون الجسد)) (٥) وجاء في المفردات:(( البرص معروف، وقيل للقمر أبرص، والبريص الذي يلمع لمعان الأبرص ويقارب البصيص، بصّ يبصّ إذا برق)) (٦)

(١). آل عمران: ٤٩.
(٢) نظم الدرر: ٤/٤٠٤
(٣). ترتيب القاموس المحيط: ١/٢٠٠-٢٠١.
(٤). ينظر الجامع لأحكام القرآن: ٤/٩٤.
(٥). نظم الدرر: ٤/٤٠٤.
(٦). المفردات: ٥٤.


الصفحة التالية
Icon