وجاء في تفسير كلمة(( الربا )) في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا...﴾ (١) والربا: (( الزيادة في الأعراض الدنيوية التي هي معنى الربا في اللغة، إذ هو مطلق الزيادة)) (٢) والربا في اللغة الزيادة، ويقال: ربا الشيء يربو، إذا زاد ومنه قول الرسول((صلى الله عليه وآله وسلّم)): (( فلا والله ما أخذنا من لقمته إلاّ ربا من تحتها)) (٣) ويعني الطعام الذي دعا فيه النبي((صلى الله عليه وآله وسلّم)) بالبركة (٤).
وما جاء في معنى الروض في قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ﴾ (٥) ويذكر البقاعي دلالة لفظة((الروض)) فيقول:(( أرض عظيمة جدا منبسطة واسعة ذات ماء غدق ونبات معجب بهج –هذا أصلها في اللغة )) (٦) وقال الطبري :(( ولا تجد أحسن منظرا ولا أطيب نشرا من الرياض)) (٧) وذكر ابن منظور الروض في اللغة: الأرض ذات الخضرة والنبات الحسن يطلق عليها الروض (٨) وأحسن ما تكون الروضة إذا كانت في موضع مرتفع غليظ، إلاّ انها لا يقال لها روضة إلاّ إذا كان فيها نبت ومنها قول الأعشى (٩)
ما روضة من رياض الحزن معشبة * * * خضراء جاد عليها مسبل هطل
يضاحك الشمس منها كوكب شرق * * * مؤزّر بعميم النبت مكتهل
يوما بأطيب منها نشر رائحته * * * ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل
وذكر القرطبي: الروضة عند العرب ما ينبت حول الغدير من البقول (١٠) فالروض مستنقع الماء والخضرة التي تنبت على جانبين
(٢). نظم الدرر: ٥/٦٣
(٣). الجامع لأحكام القرآن: ٣/٣٤٨
(٤). ينظر: تفسير المنار: ٣/٩٤
(٥). الروم: ١٥
(٦). نظم الدرر: ١٥/٥٨
(٧). جامع البيان: ١٤/٢١٦ وينظر: نظم الدرر: ١٥/٥٨
(٨) ينظر: لسان العرب مادة – روض-: ٩/٢٣
(٩). ديوان الأعشى الكبير: ٦
(١٠). ينظر: الجامع لأحكام القرآن: ١٤/٢٣