والحقيقة أنّ هذا النوع من المجاز تستعمل فيه المفردات استعمالها الأساسي وفي موضوعها الأصلي ويكون عن طريق الإسناد (١).
أمّا البقاعي في تناوله المجاز العقلي فنراه يذكر لفظ الإسناد أحياناً أو المجاز عموماً وهذا من المجاز الذي ورد في تفسيره للقرآن الكريم. (٢)
ومن الأمثلة التي أشار إليها البقاعي هو في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إلاّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ﴾ (٣) إذ يقول البقاعي: ((أسند الأكل عليهن مجازاً عن أكل أهلهن تحقيقاً للأكل)) (٤) وفي النص القرآني يشمل على تمثيل لطيف، كأن هذه السنين سباع ضارية تكرّ على الناس لافتراسهم وأكلهم؛ فيقدمون إليها ما ادخروه عندهم من الطعام فتأكله وتنصرف عنهم، فأسند البقاعي الأكل للسنين وهو مجاز عقلي. (٥)
المجاز اللغوي
١- الاستعارة
وهي: ((الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له في اصطلاح التخاطب لملاحظة علاقة بين الثاني والأول مع قرينة تمنع إدارة المعنى الأصلي، كالأسد المستعمل في الشجاع، والغيث المستعمل في النبات)) (٦).
(٢). ينظر: الأساليب البلاغية في نظم الدرر: ٢٠٩.
(٣). يوسف: ٤٨.
(٤). نظم الدرر: ١٠/١١٤.
(٥). ينظر: الميزان: ١١/١٩٣.
(٦). علوم البلاغة (البيان والمعاني والبديع)): ٢٤٨.