إنّ حقيقة المجاز المرسل جاءت على أساس عدم ارتباطه بعنصر المشابهة في ملابسته للمعنى بغير التشبيه، وتسميته جاءت لخلوه من القيود، فإذا كانت العلاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي هي المشابهة، فالمجاز يسمّى استعارة، وإذا كانت العلاقة هي غير المشابهة فهو مجاز مرسل. (١)
فالمجاز المرسل عند الخطيب القزويني: ((هو ما كانت العلاقة بين ما استعمل فيه وما وضع له ملابسه غير الشبيه)) (٢) فالمجاز إذن هو ما كانت العلاقة بين ما استعمل فيه وما وضع له ملابسة ومناسبة غير التشبيه، كاليد إذا استعملت في النعمة، وعلاقات المجاز المرسل كثيرة منها على سبيل المثال: ((السببية، والمسببة والكلية والجزئية...)) (٣).
إنّ المجاز المرسل ووجوه علاقته في نقل الألفاظ عن الأصل اللغوي، قد تخطى حدود الدائرة اللغوية إلى الدائرة الفنية، وانتشار المجاز المرسل في القرآن الكريم، له دلائله وشواهده، إنّه وسيلة من وسائل العربية في إضافة المعاني الجديدة، ووسيلة اللغة في الإضاءة والتنوير؛ لأنّ انتشار هذا النوع من المجاز في القرآن دربة لأهل اللغة من جهة، ودليل على الإعجاز البياني من جهة أخرى. (٤)
وقد تناول البقاعي المجاز المرسل بالتحليل من أجل الوقوف على المعنى الدلالي لآي الذكر الحكيم، فمن أنواع المجاز المرسل التي ذكرها البقاعي في تفسيره هي علاقة.
١ـ إطلاق السبب على المسبب
(٢). الإيضاح: ٢/٣٩٧، والتلخيص: ٢٩٥، وينظر مجاز القرآن وخصائصه: ١٣٩.
(٣). ينظر: علوم البلاغة البيان والمعاني والبديع: ٢٥٠.
(٤). مجاز القرآن خصائصه الفنية: ١٤١.