وهي كون الشيء المنقول سبباً ومؤثراً في شيء آخر (١) وجاء في قوله تعالى: ﴿... يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ...﴾ (٢) فكلمة ((التوكل)) هي محل المجاز المرسل؛ لأنّ: ((إطلاق السبب الذيهو التوكل على المسبب الذي هو انتفاء الخوف مجازاً مرسلاً إعلاماً لهم بعظمة الله وحقارتهم بسبب أنّهم أعرضوا عن الآيات)) (٣) وأشار الطبرسي إلى أنّ هذه الآية فيها حذف وتقدير الكلام: ((عزمتم على قتلي وطردي من بين أظهركم)) فأظهر النبي نوح(ع) التوكل على الله مع أنّه متوكل عليه في جميع أحواله، فإنّ سبب إطلاق النبي نوح(ع) التوكل على الله سبحانه وتعالى على انتفاء الخوف الذي قد يبادر له من المشركين بعد أن أعرضوا عن آيات الله سبحانه وتعالى. (٤)

(١). ينظر: البرهان الكاشف: ١٠٢٠، وعلوم البلاغة وخصائصه الفنية: ٢٥٠.
(٢). يونس: ٧١.
(٣). نظم الدرر: ٩/١٦٣.
(٤). ينظر: مجمع البيان: ٥/١٢٣.


الصفحة التالية
Icon