وقد تطرق البقاعي أيضاً إلى قوله تعالى: ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ...﴾ (١) إذ نلتمس في النص القرآني علاقة مجازية تتمثل في السببية، ممّا جعل حملها على المجاز المرسل أكثر من الحقيقة وهي أقرب إلى إطلاق السماء على الزرع والمطر، إذ يشير البقاعي: ((الذي انبت الزرع، وهو من إطلاق السبب على المسبب كالسماء على المطر والنبت، وقيل كان ذلك كرماً، وقيل زرعاً)) (٢) فالمعنى: كانت غنماً لقوم وقعت في كرْم وقيل: زرعاً آخرين؛ فاحتكموا إلى داود فقضى لأهل الكرم بالغنم، وحكم سليمان بأن يدفع الغنم إلى أصحاب الكرْم، فيأخذوا منافعها من ألبانها وأصوافها إلى أن يعود الكرم كهيئته وقت أفسد. (٣)
٢ـ إطلاق المسبب على السبب
(١). الأنبياء: ٧٨.
(٢). ينظم الدرر: ١٢/٤٥٣.
(٣). ينظر: معاني القرآن للفراء: ٢/١١٩، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج: ٣/٣٢٤، والبحر المحيط: ٦/٣٠٧.
(٢). ينظم الدرر: ١٢/٤٥٣.
(٣). ينظر: معاني القرآن للفراء: ٢/١١٩، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج: ٣/٣٢٤، والبحر المحيط: ٦/٣٠٧.