قد عول البقاعي عليه في بيان معنى النص القرآني، وما جاء منه في بيان معنى قوله تعالى: ﴿فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا.﴾ (١) وقال الأصبهاني: ((سبحان الله ! ما أعظم شأنهم ! القوا حبالهم وعصيهم للكفر والجحود، ثم القوا رؤوسهم بعد الساعة للشكر والسجود، فما أعظم الفرق بين الالقاءين)) (٢).
الفصل الأول
الدلالة الصرفية والنحوية
المبحث الأول
الاشتقاق
الاشتقاق
اللغة العربية لغة حية متطورة لها القدرة على مواكبة التطور في جميع النواحي، وذلك من خلال قدرتها على استحداث الألفاظ، والمفردات التي يتطلبها هذا التطور.
والدلالة الصرفية تستمد عن طريق الصيغ الصرفية وبنيتها (٣)، فعلم الصرف يدرس التغيرات التي تطرأ على أبنية الألفاظ، فتؤدي دلالات جديدة، وأنّ هذه التغيرات وحدات صوتية تكون إما سابقة، أو لاحقة، أو داخلة في الكلمة، وأنّ كل وحدة صوتية ذات معنى تسمى مورفيما ٠ وبهذا تبين ارتباط علم الأصوات بعلم الصرف، إلاّ أن علم الصرف يعدّ مقدمة لعلم النحو وملازما له في العربية، لأنّ اهتمام الصرف ببنية الكلمة إنما هو لاستعمالها في تركيب نحوي. (٤)
وبهذا تعدّ اللغة العربية لغة اشتقاقية، فان الاشتقاق من أهم الوسائل التي لجأ إليها العلماء في استحداث الألفاظ، مما دعا بعض العلماء إلى تأليف كتب مستقلة في هذا الجانب – نذكر على سبيل التمثيل – الاشتقاق لأبن دريد (ت ٣٢١هـ ) وبعضهم الآخر خصص فصولا في كتبهم منهم : ابن جني في الخصائص والسيوطي في المزهر.

(١). طه: ٧٠.
(٢). نظم الدرر: ١٢/٣٠٩.
(٣).. ينظر: دلالة الألفاظ: ٤٧
(٤).. ينظر: علم الدلالة والمعجم العربي: ٣٥ والبحث الدلالي عند الراغب الأصفهاني: ١١٦


الصفحة التالية
Icon