وقد أشار العلماء إلى تعريفات كثيرة عن موضوع الاشتقاق وتدور هذه التعريفات في محور واحد، إلاّ الاختلاف في وجهات نظر كل عالم، وأحد أقدم التعريفات ما جاء عن الزجاج في اشتقاق الكلمات إذ يقول ((إن كل لفظتين اتفقا في بعض الحروف، وان نقصت حروف إحداهما عن حروف الأخرى، فان إحداهما مأخوذة من صاحبتها )) (١) وحدّه علي بن عيسى الرماني بأنه (( اقتطاع فرع من أصل يدور في تصاريفه على الأصل)) (٢) فالاشتقاق عند العرب: هوعلم عملي تطبيقي، لأنه عبارة عن(( توليد لبعض الألفاظ من بعض، والرجوع بها إلى أصل واحد، يحدد مادتها ويوحي بمعناها المشترك الأصيل، مثلما يوحي بمعناها الخاص الجديد )) (٣)
فالاشتقاق بهذه الصورة، هو إحدى الوسائل الرائعة في اللغة، التي تنمو عن طريقها وتتسع، ويزداد ثراؤها في المفردات، فتمكن به من التعبيرعن الجديد من الأفكار والمستحدث من وسائل الحياة (٤).
وقد اهتم البقاعي اهتماما كبيرا بالاشتقاق في ألفاظ الذكر الحكيم، وقد كان له رأي في بيان مصطلح الاشتقاق بشقيه اللغوي والاصطلاحي إذ يقول :(( والاشتقاق أخذ شق الشيء، والأخذ في الكلام، وفي الخصومة يمينا وشمالا مع ترك القصد، لأنه يشق جهات المعاني، وهو أيضاً أخذ الكلمة من الكلمة، فكأنه فرق بين أجزائها)) (٥).
(٢). الحدود في النحو: ٣٩ وينظر: الخصائص: ٢/١٣٦ والأشباه والنظائر: ١/٥٦ والبحث اللغوي عند فخر الدين الرازي: ٣١٤.
(٣). دراسات في فقه اللغة: ١٧٤ وفصول في فقه اللغة العربية: ٢٩٠.
(٤).. ينظر: فصول في فقه اللغة: ٢٩٠
(٥).. نظم الدرر: ٨/٣٥٥