ومن خلال متابعتي لظاهرة الاشتقاق عند البقاعي، فقد وجدت البقاعي قد أشار إلى أكثر من ثلاثين ومئة لفظة في هذا الجانب، وقد اختلف بيان التمهيد لهذه الألفاظ عنده، وعلى سبيل التمثيل يقول: والمادة ترجع إلى كذا (١)، وكذلك يقول : والمادة تدور على كذا (٢)، والمادة كذا بجميع تقاليبها أو تصاريفها (٣)، وهناك أكثر من هذا القبيل، هذا من جانب، ومن جانب آخر نرى إن البقاعي وافق كثيرا من العلماء القدماء الذين أشاروا إلي قسمين من الاشتقاق وهما (٤) : الاشتقاق العام أو المسمى الصرفي أو الصغير، والاشتقاق الكبير، وبهذا فان البقاعي أشار إلى هذين القسمين في كتابه وقد أورد أمثلة فقط.
الاشتقاق الصغير
وهو أكثر أنواع الاشتقاق ورودا في اللغة، ويسميه بعض العلماء: الاشتقاق العام (٥) أوالاشتقاق الصرفي (٦) أو الاشتقاق الأصغر (٧) ولا خلاف بين علماء اللغة في تعريفه فهو عندهم: أخذ صيغة من أخرى، مع اتفاقهما معنى، ومادة أصلية، وهيئة تركيب لها، ليدل بالثانية على معنى الأصل بزيادة مقيدة لأجلها، اختلفا حرفا أو هيئة، كضارب من. الضرب (٨)
بيد أن الذي أجده عند البقاعي أنه تكلم على الاشتقاق وأورد أمثلة كثيرة، إلاّ انه لم يتطرق إلى وضع حدّ له أو أن يذكر أنواع الاشتقاق، إنما يتكلم عن اللفظة التي يقف عندها في النص، ولم يشر إلى تقسيمات العلماء السابقين، ولكن البقاعي عند وقوفه عند الكلمة يذكر لفظة (( اشتقاق )) وهو عنده الاشتقاق الصرفي أو يذكر المادة وتقاليبها، وسأضع بين يدي البحث أمثلة من اشتقاق الألفاظ التي أشار إليها في أثناء كتابه ومن ذلك :
١- آدم
(٢).. نظم الدرر: ٨/١٠٠
(٣).. نظم الدرر: ١٠/٣٣
(٤).. الخصائص: ٢/١٣٤
(٥).. ينظر: فقه اللغة(( وافي)): ١٧٨
(٦).. ينظر: فصول في فقه اللغة العربية: ٢٩١
(٧).. الخصائص: ٢/١٣٥
(٨).. ينظر: الخصائص: ٢/١٣٥ وفصول في فقه اللغة العربية: ٢٩١