اختلف اللغويون في اشتقاق ووزن ومعنى(( آدم )) وأشار البقاعي إلى اشتقاق هذه اللفظة عند وقوفه، لبيان قوله تعالى :﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ...﴾ (١) فذكر: (( آدم من الأدم من الأديم وهو جلدة الأرض التي منها جسمه، وخط ما فيه من أديم الأرض وهو اسمه الذي أنبأ عنه لفظ آدم )) (٢) وقد ذكر الخليل بأن :((أديم كلّ شيء : ظاهر جلده، وأدمة الأرض وجهها، وقيل : سمّي آدم- عليه السلام-لأنه خلق من أدمة الأرض، وقيل : بل من أدمة جعلت فيه )) (٣) أمّا القرطبي فيشير إلى أن آدم من أديم الأرض فيقول: (( آدم مشتقة من أديم الأرض، قال سعيد بن جبير: إنما سمّي آدم، لأنه من أديم الأرض )) (٤) وقد أورد ابن دريد في كتابه الاشتقاق لفظة (( آدم )) إذ قال: (( واشتقاق آدم من شيئين: إمّا من قولهم: رجل آدم بيّن الأدمة وهي سمرة كدرة، أو تكون من قولهم : ظبي آدم، وحمل آدم، والآدم الظّباء الطويل القوائم، والعنق الناصع بياض البطن، المسكيّ الظهر، وهي ظباء السفوح، وقد جمعوا: أدم الظباء أدمان)) (٥) أما ابن الانباري فقد نقل في الزاهر رأيا لأبن عباس عن اشتقاق آدم قال فيه: (( قال ابن عباس: آدم مأخوذ من أديم الأرض)) (٦) وقد روي عن النبي((صلى الله عليه وآله وسلم )) أنه قال:(( خلق الله عزّ وجل آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء ولده على قدر الأرض منهم الأسود والأبيض والأحمر والسهل والحزن والخبيث والطيب )) (٧)
(٢).. نظم الدرر: ١/٢٤١
(٣).. العين: ٨/٨٨ وينظر: معترك الأقران في إعجاز القرآن: ٢/٣
(٤).. الجامع لأحكام القرآن: ١/١٩٥
(٥).. الاشتقاق: لابن دريد: ١/٧١
(٦).. الزاهر في معاني كلمات الناس: ١/٤٨٩
(٧)... الزاهر: ١/٤٨٩