وقد عدّ قطرب بأن آدم ليس من أديم الأرض، مخالفا بذلك العلماء، إذ يقول: (( لا يصح في العربية أن يكون آدم مأخوذ من أديم الأرض، لأنه لو كان كذلك لكان منصرفا، لأنه يكون فاعلا بمنزلة خاتم وطابق)) (١) وعلى هذا فان قطرب قد أخطأ، لأن آدم على ما قال النبي ((ص)) مأخوذ من أديم الأرض وهو صحيح في العربية.
وأمّا ما ذهب إليه المتأخرون من إن اشتقاق آدم من شيئين: إما من قولهم: رجل آدم بيّن الأدمة وهي سمرة كدرة، أو تكون من قولهم: ظبي آدم وجمل آدم. والادم من الظباء: الطويل القوائم والعنق الناصع بياض البطن المسكيّ الظهر (٢).
وبهذا فقد تعددت الآراء في اشتقاق لفظة (( آدم )) وعلى الرغم مما ذكر من الآراء، إلاّ أن اشتقاقها من أدمة الأرض وجهها وهو الغالب في آراء العلماء لاتفاقهم عليه، وقد يسمى أبو البشر بذلك، لأن جسده من أديم الأرض، وقيل لسمرة في لونه، يقال رجل آدم نحو أسمر (٣).
٢ – ا سم
أورد البقاعي اشتقاق كلمة ((اسم)) عند وقوفه لبيان قوله تعالى: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ﴾ (٤) أشار إلى اشتقاقها بقوله ((وهو جمع اسم، وهو ما يجمع اشتقاقين من السمة والسمو، فهو بالنظر إلى اللفظ وسم، وبالنظر إلى الحظ من ذات الشيء سمو، وذلك السمو هو مدلول الاسم الذي هو الوسم الذي ترادفه التسمية )) (٥).
ومن المعروف إن اشتقاق كلمة(( اسم)) هي إحدى مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين، وقد وردت على ألسنة الفريقين حجج كل منهما.
(٢).. ينظر: المفردات في غريب القرآن: ١٥
(٣).. ينظر: المفردات في غريب القرآن: ١٥
(٤). البقرة: ٣١.
(٥). نظم الدرر: ٢٤٢.