فقد ذهب الكوفيون إلى أن الاسم مشتق من الوسم، واحتجوا بان قالوا: إنما قلنا إنه مشتق من الوسم، لأن الوسم في اللغة هو العلامة، والاسم وسم على المسمى، وعلامة له يعرف به (١) ونقل أبو البركات الأنباري عن ثعلب انه قال ((الاسم سمة توضع على الشيء يعرف بها )) (٢).
أما البصريون فقد ذهبوا إلى إنه مشتق من السّمو- وهو العلو – واحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا انه مشتق من السمو، لأن السمو في اللغة هو العلو، يقال: سما يسمو سموا، إذا علا، ومنه سميت السماء سماء لعلوّها، والاسم يعلو على المسمّى، ويدل على ما تحته من المعنى (٣) وكذلك جاء عند الراغب الأصفهاني بأنه مشتق من السموّ إذ قال: (( والاسم ما يعرف به ذات الشيء وأصله سمو بدلالة قولهم: أسماء وسميّ واصله من السّموّ وهو الذي به رفع ذكر المسمى فيعرف به كل شيء أعلاه )) (٤) أما القرطبي فيقول ((انه مشتق من السمو وهو العلو والرفعة )) (٥) واشتقاق لفظة ((اسم)) من المسائل المتعلقة التي اختلف فيها العلماء، فالخلاصة أن في الاسم رأيين من حيث الاشتقاق، انه من السمو وهو العلو والرفعة وقد اشتقت لغة القرآن من الاسم ما يدل على انه من السمو وذلك في قوله تعالى :﴿يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى...﴾ (٦) والسمو هو مدلول الاسم عند البقاعي (٧).
٣ – إبليس :
(٢).. الانصاف: ١/٦
(٣).. الانصاف: ١/٦ وينظر: الفروق في اللغة: ٢٠
(٤).. المفردات: ٢٤٧
(٥).. الجامع لاحكام القرآن: ١/٧١
(٦). مريم: ٧.
(٧).. ينظر: الخلاف الصرفي في العربية: ٢٠٧