وقد أشار البقاعي إلى هذا اللفظ في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إلاّ إِبْلِيسَ...﴾ (١)، إن إبليس هو الاسم العلم على ذلك المخلوق الذي هبط إلى الأرض بعد أن عصى ربه (٢).
وصرّح البقاعي بأنه مشتق من الإبلاس، إذ قال: ((من الإبلاس وهو انقطاع سبب الرجاء الذي يكون عنه اليأس من حيث قطع ذلك السبب)) (٣).
وتجاذب هذه اللفظة أمران، الأول، يجعلها عربية، الثاني يجعلها أعجمية، ويرى أبو عبيده أنها أعجمية بقوله :((ولم يصرف إبليس لأنه أعجمي )) (٤) وهو ما ذهب إليه الزجاج بقوله :(( وإبليس لم يصرف، لأنه اسم أعجمي فيه العجمة والمعرفة فمنع من الصرف)) (٥).
وأما من جعلها عربية فانه يرى انها مشتقة من الإبلاس وهو اليأس ووزنها على هذا الباب ((إفعيل)) (٦) وقد ذهب ابن السيد البطليوسي (ت ٥٢١هـ) إلى أنه مشتق من أبلس الرجل: إذا يئس، قال: (( أبلس الرجل فهو مبلس : اذا يئس من الشيء، وندم على ما فاته منه، ومنه. اشتق ابليس )) (٧) أما الأصفهاني فانه يرى إن إبليس مشتق من ابلس، يقول: (( يقال: أبلس ومنه اشتق ابليس، والابلاس: الحزن المعترض من شدة اليأس )) (٨) وقد عدها السيوطي عربية بقوله: (( إبليس، إفعيل من أبلس، أي يئس )) (٩)
أكثر الآراء أن إبليس اسم عربي على زنة ((افعيل )) والبقاعي يرى انه اسم عربي ومشتق من الإبلاس الذي هو اليأس وانقطاع الرجاء.
٤ – الناس :
(٢). ينظر: التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن: ٤٧٥
(٣).. نظم الدرر: ١/٢٥٦
(٤).. مجاز القرآن: ١/٣٨ وينظر: شرح المفصل لابن يعيش: ١/٦٦ والاشباه والنظائر: ٣/٦٦
(٥).. معاني القرآن واعرابه: ١/١١٤
(٦).. ينظر: العين: ٧/١٠٥
(٧).. الفرق بين الحروف الخمسة: ٨٥٧ وينظر: الجهد الصرفي عند ابن السيد البطليوسي: ٣٣
(٨).. المفردات: ٧٠
(٩).. معترك الاقران: ٢/٣٢