وقد وردت هذه اللفظة في قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ﴾ (١) ويصرح البقاعي بقوله: ان التعبير ((بلفظ الناس لظهور معنى النوس فيهم لاضطرابهم بين الحالين، لأن النوس هوحركة الشيء اللطيف المعلق في الهواء، كالخيط الذي ليس في طرفه الأسفل ما يثقله فلا يزال مضطربا بين جهتين)) (٢) وجاء اشتقاق الناس من النوس في العين، اذ يقول: (( النوّس: تذبذب الشيء. ناس ينوس نوسا، وأصل النّاس، أناس، إلاّ ان الالف حذفت من الاناس فصارت ناسا)) (٣) وجاء في المفردات رأي مقارب للخليل، إذ قال:(( الناس قيل أصله أناس فحذف فاؤه لما ادخل عليه الألف واللام، وقيل أصله من ناس ينوس إذا اضطرب)) (٤) وأورد الطبرسي رأيا مماثلا لما تقدم، اذ يقول ((الناس مأخوذ من النوس وهو الحركة، وتصغيره نويس، ووزنه فعل، وقيل: أخذ من الظهور فسمّي ناسا وانسانا لظهوره وإدراك البصر إياه )) (٥) إذ أجد البقاعي مؤيدا العلماء ومنهم الخليل، إذ أخذ المعنى الذي أشار إليه الخليل وغيره و أكبر الظن الذي جعل البقاعي يميل إلى هذا الاتجاه، لأن هذا المعنى هو الشائع والمعروف عند أكثر العلماء.
٥ - الشيّطان :
(٢).. نظم الدرر: ١/١٠٠-١٠١
(٣). العين: ٧/٣٠٣
(٤).. المفردات: ٥١٠-٥١١
(٥).. مجمع البيان: ١/٤٥