قد نطعن العِير في مكنون فائله * * * وقد يشيط على أرماحنا البطل (١)
وقد اختلف العلماء في أصل كلمة الشّطان، فقد عدّ قوم اشتقاق (( الشيّطان )) من شطن وعدّ النون فيه أصلية، وهو بمعنى بعد، وفريق آخر: من شاط وعدّ النون فيه غير أصلية وهو المحترق، وقد عدّ البقاعي لفظة ((الشيّطان)) تجمع اشتقاقين، إما من شطن أو شاط، وان اشتقاق الشيّطان من شطن بمعنى بعد عن الخير ومال عن طريق الحق أقرب إلى الحقيقة من اشتقاقه من شاط بمعنى احترق، ذلك أن عمل الشيّطان هو إبعاد الناس عن الحق، والذي يبعد الناس عن الحق والخير يكون هو نفسه بعيدا عنه (٢).
٦- الإنجيل :
ساق البقاعي حديثه عن لفظة((الإنجيل)) عند وقوفه عند قوله تعالى: ﴿.. وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ﴾ (٣) فيقول: ((من النجل، وضع على زيادة ((إفعيل)) لمزيد معنى ما وضعت له هذه الصيغة، وزيادتها مبالغة في المعنى، وأصل النجل استخراج خلاصة الشيء، ومنه يقال للولد: نجل أبيه)) (٤)
وقد تعددت الآراء في هذه اللفظة، وأدق هذه الآراء التي عوّل عليها أكثر العلماء، ما قاله الزجاج: ((إنجيل : إفعيل من النجل وهو الأصل، إذ هو الأصل، إذ هو أصل العلوم والحكم)) (٥) وهكذا يقول العرب جميعاً (٦)، وعلى هذا المعنى، يجوز أن يسمّى
ذلك الكتاب بهذا الاسم؛ لأنه الأصل والمرجع إليه.
وقيل: إنه مشتق من نجلت الشيء، إذا استخرجته، ويقال للماء الذي يظهر من النزّ: نجل، فالنجل هو الماء الذي يظهر من بطن الوادي (٧).
(٢).. التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن: ٤٧٨
(٣). آل عمران: ٣.
(٤).. نظم الدرر: ٤/٢٠٩
(٥).. إعراب القرآن الزجاج: ٣/٨٧٩ وينظر: معاني القرآن وإعرابه: ١/٣٧٥
(٦).. ينظر: الجامع لأحكام القرآن: ٤/٥
(٧).. ينظر: مقاييس اللغة: ٩٧٧ والاشتقاق لابن دريد: ٢/٥٥٣