وقد ورد في قوله تعالى: ﴿... وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ﴾ (١) وعلّق البقاعي على اشتقاق (التوراة) بقوله: (( وهو (فوعله) لو صرفت من الوري وهو قدح النار من الزند، استثقل اجتماع الواوين فقلب أولها تاء كما في اتّحاد واتّلاج واتّزار واتّزان، ونحوه. قال الحوالي: فهي توراة بما هي نور أعقبت ظلام ما وردت عليه من كفر، دعي إليها من الفراعنة، فكان فيها هدى ونور)) (٢) وقد ذكر الزجاج وزن التوراة ((فوعلة)) إذ يقول: ((وزن التوراة عندنا ((فوعلة)) من: ورى الزند يرى، وأصله ((ووُرية)). فأبدل من الواو تاء، كتُخمة، وتُراث، وتولج، وقيل: أصله: ((توراه)) تفعلة، فقُلب، كما قيل في جارية: جاراة، وفي، ناصية: ناصاة.)) (٣) وقد ذكر ابن الأنباري: ((لم يتكلم في معنى التوراة غير الفراء،... قال الفراء: وأصل التوراة تَوْرَيَة على وزن تفعلة، فصارت الياء ألفاً؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها، ويجوز أن تكون تفعلة فيكون أصلها توْريَة، فينقل من الكسر إلى الفتح، كما تقول العرب: جارية وجاران وباقية وباقاة، وأنشد الفراء:
فما الدنيا بباقاة لحيٍّ * * * وما حيٌّ على الدنيا بباقِ

(١). آل عمران: ٣.
(٢). نظم الدرر: ٤/٢٠٨.
(٣). إعراب القرآن ((الزجاج)): ٣/٨٧٨.


الصفحة التالية
Icon