والنبوة عند البقاعي تكون من اشتقاقين، إذ قال: ((وللنبوة اشتقاقان أحدهما من النبأ وهو الخبر، وذلك لمن اصطفى من البشر لرتبة السماع والأنباء، ونبأ من غير أن يكون عنده حقيقة ما نبي به ولا ما نبأ فيكون حامل علم، والاشتقاق الثاني من النبوة وهي الارتفاع والعلو، وذلك لمن أعلى من رتبة النبأ إلى رتبة العلم، فكان مطلعاً على علم ما ورد عليه من الغيب على حقيقته وكماله)) (١) وقال الأصفهاني: ((النبوة والنّباوة الارتفاع ومنه قيل: نبأ بفلان مكانه)) (٢) وقال ابن الأنباري: ((النباوة ما ارتفع من الأرض. والأصل فيه نبيوٌ، فلما اجتمت الياء والواو والسابق ساكن أبدل الواو ياء وادغمت الياء الأولى فيها)) (٣) فالنبوة أو النبي مأخوذة من نبأ، ((ونبأ ـ خبر ومنه أشتق النبيء بالهمز، وترك الهمز تحقيق، وقيل: إنه عند ترك الهمز مشتق من النبوة وهي الارتفاع)) (٤)
فالبقاعي يصرح ان اشتقاق النبوة من النبأ والنبوة التي أخذ منها النبي، وهو بهذا يصرح بالرأيين الأكثر قبولاً بين العلماء والراجح عندنا من القولين وهو الأول، أي أنها مشتقة من النبأ وهو الخبر، وهي بهذا المعنى في جميع اللغات.
٩- الملائكة:
(٢). المفردات: ٤٨٤.
(٣). الزاهر: ٢/١١٩.
(٤). معترك: الأقران: ٢/٥٣٩.