ومن الألفاظ التي أشار إلى اشتقاقها كلمة ((الملائكة)) في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ...﴾ (١) قال البقاعي: ((الملائكة عند أهل العربية أنه جمع ملأك مقلوب من مالك من الألك وهي الرسالة فتكون الميم زائدة ويكون وزنه مفاعله ويكون الملك من الملك وهو إحكام ما منه التصوير، من ملكت العجين، وجمعه أملاك، تكون فيه الميم أصلية، فليكن اسم الملائكة جامعاً للمعنيين منحوتاً من الأصليين)) (٢) ويقول ابن الأنباري: ((هو ملك من الملائكة وهو ملأك من الملائكة، فمن قال: هو ملأك، أخرج الحرف على أصله، ومن قال ملك، حول فتحة الهمزة إلى اللام وأسقط الهمزة)) (٣) والملك مشتق منه، وأصله ملأك ثم خففت الهمزة بأن ألقيت حركتها على الساكن قبلها فقيل ملك، وملأك هو مقلوب من مألك ومألك وزنه مَفْعَل في الأصل، وجمع ملأك ملائكة (٤)، وقال صاحب الكشاف: ((والملائكة جمع ملأك على الأصل كالشمائل جمع شمأل، وإلحاق التاء لتأنيث الجمع)) (٥) ويتضح من ذلك أن لفظ الملائكة عند البقاعي مشتقة من ((الألك)) وهو الرسالة؛ لأن الملائكة جمع ملأك، وملأك هو مقلوب مألك ومألك أخذت من الألك وهي الرسالة، وهذا الاشتقاق يلقي ضوء على الدور الذي تقوم به الملائكة في أنهم رسل الله إلى الناس، وأعتقد أن الملائكة بهذا اللفظ هي في الأصل المهمة هذا الصنف من الخلق (٦).
١٠- يثرب:
(٢). نظم الدرر: ١/٢٣٣ـ٢٣٤.
(٣). الزاهر: ٢/٢٦٧.
(٤). ينظر التطور الدلالي بين لغة الشعر ولغة القرآن: ٤٨١.
(٥). الكشاف: ١/٢٧ وينظر التطور الدلالي: ٤٨٣.
(٦). ينظر: التطور الدلالي: ٤٨٣