ويلزم المخادعة والاختفاء نوع ضعف، ومنه: سرقت مفاصله ـ كفرح: ضعفت، والمسترق: الناقص الضعيف الخلق؛ وأسرق فتر وضعف ـ إما منه وإما من السلب؛ لأن من فتر أو ضعف يكف عن السرقة والأذى. وقسور الرجل: أسن، وكان منه القارس والقريس أي القديم، ومسترق العنق قصيرها ـ كأنه سرق منها شيئاً، وهو يساق النظر إليه، أي يطلب غفلته لينظر إليه، وتسرق شيئاً فشيئاً...
ومن الأذى بالحر السقر: حرّ الشمس، يقال سقرته الشمس ـ بالسين والصاد ـ إذا آلمت دماغه، والساقور: الحر والحديدة يكوى بها الحمار؛ ومن الأذى بالبرد: القرس ـ وهو البرد الشديد الجامد، والقرس ـ ويحرك: أبرد الصقيع وأكثفه، والقرس ـ بالتحريك ـ الجامد، واقرس: العود جمد ماؤه )) (١).
وكذلك ما جاء في تقاليب مادة (بخس) عند بيان قوله تعالى: ﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ...﴾ (٢) ويعلق البقاعي على لفظة (بخس) بقوله: ((ومادة بخس بكل ترتيب من بخس وخبس وسبخ وسخب تدور على القلة ويلزمها الأخذ بالكف) (٣) ومن أمثلتها: ((بخسته حقه: نقصته فجعلته أقل مما كان، والبخس: فقء العين فهو نقص خاص، والبخس: أرض تنبت بلا سقي، كأنه لقلة ما نبت بها بالنسبة إلى أرض السقي، والبخس: المكس؛ وسبخت عن فلان: خففت عنه، والسبخة: أرض ملحة، لقلة نبتها ونفعها، وسبخت القطن ـ إذا قطعته فصارت جملته قليلة، والتسبيخ: ما يسقط من ريش الطائر لنقصه منه، والتسبيخ: النوم الشديد ـ لنقصه صاحبه وتخفيفه ما عنده من الثقل.
ومن ذلك الخبس وهو الأخذ بالكف ـ وهو لازم للقلة، ومنه قيل للأسد: الخابس، لأخذه ما يريده بكفه، والسخاب قلادة من قرنفل ليس فيها جوهر ولا لؤلؤ) (٤).
(٢). يوسف: ٢٠.
(٣). نظم الدرر: ١٠/٤٦.
(٤). نظم الدرر: ١٠/٤٦ـ٤٧.