وإعمال الحيلة وحسن النظر، وربما يكون عن غير قصد فتأتي منه الحيرة فيلزم الفساد والهلاك) (١).
ويبسط البقاعي القول في هذه المادة وتقاليبها، ومن أمثلتها: يقال: ((دار فلان يدور ـ إذا مشى على هيئة الخلق، والدهر دواري، لدورانه بأهله بالرفع والحط، والدوار: شبه دوران في الرأس، ودائرة القمر معروفة، والدائرة: الحلقة، والدار: تجمع العرصة والبناء ـ لدوران بنائها، والداري: الملاح الذي يلي الرّاع، وهو القلع لأنه يديره على عمود المركب، أو لأنه يلزم دار السفينة؛ وراودت الرجل: أرادته على فعل؛ ورادت المرأة، إذا اختلفت إلى بيوت جاراتها.
والرود: الطلب والذهاب والمجيء، والمرود الذي يكتحل به، لأنه يدار في العين. والدير معروف، ويقال للرجل إذا كان رأس أصحابه: هو رأس الدير ـ كأنه من إدارة أصحابه به ـ وترديت بالرداء وارتديت ـ كأنه من الإدارة، والرداء: السيف، لأنه يتقلد في موضع الردى.
والريد ـ بالكسر ـ: الترب؛ لأنه يراودك، أي يمشي معك من أول زمانك.
ومن الإتيان: الورود وهو إتيان المورد من ماء وطريق، والوارد: الصائر إلى الماء للاستسقاء منه، وهو الذي ينزل إلى الماء ليتناول منه، والورد: معروف، والريد: أنف الجبل ـ قاله ابن فارس، وقال ابن دريد: والريد: الحيد الناتئ من الجبل والجمع ريود، ردي الرجل ـ إذا هلك) (٢)
(٢). نظم الدرر: ١٠/٥٦ ـ ٦٠.