ومن أمثلته أيضاً ما جاء بشأن تقاليب كلمة((جفأ)) وهي واوية ويائية مهموزة وغير مهموزة، عند بيانه لقوله تعالى: ﴿... فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ...﴾ (١) ويصرح البقاعي على تقاليب المادة بقوله: ((ومادة (جفأ)-واوية ويائية مهموزة وغير مهموزة بكل ترتيب جفأ جأف فجأ، جفي جيف فيج، جفو جوف فوج وجف- تدور على الطرح)) (٢) ثم يبسط القول بالامثلة في تقاليب المادة، يقول: ((جفأ الوادي والقدر: رميا بالجفاء، وجفأالقدر والوادي: مسح غثاءه أي فطرحه – وجفأه: صرعه، والجفاء كغراب: الباطل، لأنه أهل للقذف به والطرح، والسفينة الخالية، لأنها بمعرض قذف الماء لها، وجفأت البلاد: ذهب خيرها، فكانت كأنها طرحته أو صارت هي أهلا لأن تطرح وتبعد.
ومن يائيه: جفيته أجفيه: صرعته، والجفاية- بالضم: السفينة الفارغة، والمجفي: المجفو.
ومن واويه: جفا الشيء يجفو – اذا لم يلزم مكانه، كأنه فصل من مكانه فطرح به، والجفاء والجفوة: ترك الصلة، وأجتفيته: أزلته عن مكانه، وجفا عليه كذا: ثقل، فصار أهلا لطرحه والانفصال منه، وأجفي الماشية: أتبعها ولم يدعها تأكل.
ومن مقلوبه مهموزا: جافه: صرعه وذعره، أي قذف في قلبه رعبا، والجئّاف –كشدّاد : الصّياح، كأنه يقذف بصوته، ورجل مجأف: لاثبات له –كأنه يقذف به من مكانه، والمجؤف: الجائع والمذعور، كأنه من الجوف، وإنما همزت واوه الاولى، لانضمامها مع انه يمكن تنزيله على انه قذف فيه ذلك.
ومن يائيه: الجيفة: جثة الميت وقد أراح، والجيّاف –كشداد: النبّاش، وجافت، تجيف: أنتنت فصارت متهيئة للطرح والتغييب، وجيّفه: ضربه، لما رآه أهلا للعبد، وجيّف: أي فزّع وأفزع، أي طرح في قلبه رعب.

(١). الرعد: ١٧.
(٢). نظم الدرر: ١٠/٣١٩.


الصفحة التالية
Icon