والمادة تدور على الجمع ويلزمه الإمساك وربما كان عنه الانتشار
المبحث الثاني
دلالة الصيغ الصرفية
أبنية الصيغ الصرفية:
يعدّ علم الصرف من أجلّ علوم العربية واخصّها بالعناية؛ لأنه يتعلق ببنية الألفاظ العربية ويجري منها مجرى المعيار والميزان (١)
والأبنية هي: ((بناء الكلمات ووزنها وصيغتها وهيئاتها؛ التي يشرك فيها غيرها، وهي عدد حروفها المرتبة، وحركاتها المعنية وسكونها، مع اعتبار الحروف الزائدة والأصلية كل في موضعه، وإنّ أيّ تغيير في الترتيب يقود إلى تغيير في الوزن.)) (٢)
تدلّ الصيغ الصرفية داخل التركيب اللغوي من جهة دلالاتها على دلالة معينة، وعند تنسيقها في التركيب اللغوي فأنها تعطينا دلالة جديدة غير دلالتها التي وضعت لها، أي بعبارة أخرى، إن الصيغ الصرفية تدلّ على معانٍ، وتنتظم هذه الصيغة داخل نظم الكلام أي السياق هو الذي يعطي معنى جديداً لها. فما انتظم عقد علم إلاّ والصرف واسطته، ولا ارتفع مناره، إلاّ وهو قاعدته، إذ هو إحدى دعائم الأدب، وبه تعرف سعة كلام العرب، وتنجلي فرائد مفردات الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية (٣)، بيد أن الذي أودّ الإشارة إليه، والذي تبين لي من خلال الإطلاع الدقيق على آراء البقاعي في الجانب الصرفي أظهر لي أن كلامه في هذا الجانب جاء على شكل إشارات مبثوثة في تفسيره، والتطرق إلى بعض الصيغ عند بيانه للنصوص القرآنية، وجاءت أبنية الصيغ الصرفية على قسمين هما:
أبنية الأسماء وأبنية الأفعال:
أبنية الأسماء:
تطرق البقاعي من خلال كلامه على ألفاظ التنزيل الكريم، إلى بعض الصيغ الاسمية، وبيان دلالاتها داخل النص، ومن الصيغ التي وردت عند البقاعي هي:
١- فَعْلة:
(٢). شرح الشافية: ١/٢.
(٣). ينظر: شذا العرف: ١٥.