وأشار الدكتور فاضل السامرائي إلى أنهم: ((استعملوا فَعْلة، للمرة من الفعل الثلاثي، كقولهم: قعدت قَعْدَةً وأتَيْتُ أَتْيةً)) (١) وقد جاء بشأن هذه الصيغة ودلالتها على المرة عند بيان قوله تعالى: ((نزلة أخرى)) (٢) فهو يقول: ((وانتصب على الظرفية؛ لأن الفَعْلة بمعنى المرة)) (٣) أي ليكمل الأمر مرة في عالم الكون، وهذا الوزن أعني (فَعْلة)) لا يوجد له نظير في اللغات السامية (٤).
٢- فَعُول:
تدلّ صيغة ((فَعُول)) على المبالغة، وقد ذكر الفارابي أنّ فعولاً لمن دام منه الفعل (٥)، وذكر آخرون وهو لمن كان قوياً على الفعل مثل: صبور وشكور (٦). وذكر البقاعي أنّ هذه الصيغة تدلّ على المبالغة في قوله تعالى: ﴿... إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ (٧) إذ يقول: ((وفي صيغة فَعُول المبالغة)) (٨) فالمعنى: دلالات لكل من كان عادته الصبر على بلاء الله والشكر على نعمائه، وإنّما جمع بينهما؛ لأن حال المؤمن لا يخلو من نعمة يجب شكرها أو محنة يجب الصبر عليها، فالشكر والصبر من خصال المؤمنين (٩)
٣- فَعِيل:

(١). معاني الأبنية: ٣٨.
(٢). النجم: ١٣.
(٣). نظم الدرر: ١٩/٥٢.
(٤). ينظر: معاني الأبنية: ٣٩.
(٥). ديوان الأدب: ١/٨٥ وينظر معاني البنية: ١١٤.
(٦). ينظر: الفروق في اللغة: ١٥.
(٧). إبراهيم: ٥.
(٨). نظم الدرر: ٨/٤٨٢
(٩). ينظر: مجمع البيان: ٦/٣٠٤.


الصفحة التالية
Icon