وكذلك تدلّ على التكثير في قوله تعالى: ﴿وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (١) رضا العبد عند الله أن لا يكره ما يجري به قضاؤه، ورضا الله عن العبد هو أن يراه مؤتمراً لأمره ومنتهياً عن نهية، وهو رضا كثير ((أي لا يبلغه وصف واصف، بما تشير إليه صيغة المبالغة، ولو كان على أدنى الوجوه بما أفاده التنوين)) (٢) والرضوان: الرضا الكثير، ولمّا كان أعظم رضا الله تعالى خصّ لفظ الرضوان في القرآن بما كان من الله تعالى (٣).
٩- فُعْلَى:
وتدلّ عند البقاعي للمبالغة، في قوله تعالى: ﴿ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ﴾ (٤) فالوثقى التي لا يقع شك في أنها أوثق الأسباب في نجاته بها ألقى بيده واستسلم لربه، ((والوثقى فُعْلَى، للمبالغة من الثقة بشدة ما شأنه أن يخاف وهنه)) (٥).
١٠- افْتِعَال:
وتخرج هذه الصيغة للدلالة على التعمد والقصد، وقد أشار البقاعي إلى هذا الشأن في قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ (٦). إذ قال: ((وهو افتعال من الصفوة وهي: ما خلص من اللطيف عن كثيفه ومكدره، وفي صيغة الافتعال من الدلالة على التعمد والقصد ما يزيد فيها أشير إليه من الشرف)) (٧) وأشار الطبرسي إلى أن اصطفيناه على وزن افتعلنا، إذ قال: ((واصطفينا على وزن افتعلنا من الصفوة، وإنّما قلبت التاء طاءً؛ لأنها أشبه بالصاد بالاستعلاء والإطباق وهي من مخرج التاء فأتي بحرف وسط بين الحرفين)) (٨).
٢- أبنية الأفعال:
من الصيغ الفعلية التي تكلم عليها البقاعي خلال كتابه نظم الدرر هي:
١- استفعل:
(٢). نظم الدرر: ٨/٥٤٦.
(٣). ينظر: المفردات: ٢٠٣.
(٤). البقرة: ٢٥٦.
(٥). نظم الدرر: ٤/٤٣.
(٦). البقرة: ١٣٠.
(٧). نظم الدرر: ٢/١٦٤.
(٨). مجمع البيان: ١/٢١١.