وتدلّ على الطلب، وذكرها البقاعي؛ للدلالة على هذا الغرض في قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ (١) فالمعنى أنكم توافقون الداعي، فتفعلون ما أراد بدعائه وتطلبون إجابته، و شعاراً لدعائه والاستجابة للبعث تنبيهاً على سرعتها ((لما يرشد إليه صيغة استفعل، وأنتم مع سرعة الإجابة تحمدون الله تعالى)) (٢)
وتأتي هذه الصيغة للتدرج، وجاء في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ (٣) يقول البقاعي: ((إن الاستدراج يكون بواسطة وبغيرها، فكأنه قال: سأستدرجهم بنفسي من غير واسطة تارة، وبمن أتيح لهم النعم على يده من عبيدي، تارة أخرى)) (٤) وقال القرطبي: ((الاستدراج هو الأخذ بالتدرج منزلة بعد منزلة)) (٥) وقال القشيري: ((والاستدراج أن يريد الشيء ويطوي عن صاحبه وجه القصد حتى يأخذه بغتة فيدرج إليه شيئاً بعد شيء)) (٦) فالمعنى: أي نستزلهم ونستدنيهم بوعد لا خلف فيه إلى ما نريد بهم من الشر العظيم درجة وردة بسبب أنهم كلما أحدثوا جريمة أسبغنا عليهم نعمة.
٢-افتعل:

(١). الإسراء: ٥٢.
(٢). نظم الدرر: ١١/٤٤٠.
(٣). الأعراف: ١٨٢.
(٤). نظم الدرر: ٨/١٧٩.
(٥). الجامع لأحكام القرآن: ٧/٣٢٩.
(٦). نظم الدرر: ٢٠/٣٢٨.


الصفحة التالية
Icon