ذكر البقاعي لهذا الوزن معنى المطاوعة في قوله تعالى: ﴿... فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾ (١) إذ يصرح قائلاً: ((عبر بصيغة ((افتعل)) التي فيها تكلف وتتميم للتبع الناشئ عن شدة الاهتمام الذي أسعفته به من أوامر الكتاب والرسول المؤيد بدلالة العقل، وللتعبير بصيغة افتعل)) (٢) فالمعنى: أن الشقاء في الآخرة هو عقاب من ضل في الدنيا عن طريق الدين، فمن قرأ القرآن، واتبع ما فيه عصمة الله من الضلالة، وهذه الآية تدلّ على أن المراد بالهدى الذي ذكره الله تعالى اتباع الأدلة واتباعها لا يكتمل إلاّ بأن يستدل بها وبأن يعمل بها، ومّنْ هذه حاله فقد ضمن إلاّ ّيضل ولا يشقى في الآخرة (٣).
دلالة الجمع:
تناول علماء العربية هذه الظاهرة في دراساتهم اللغوية والنحوية، وخصّها طائفة من المتأخرين والمحدثين بمؤلفات خاصة بها (٤)، فالجمع: ((هي صيغة مبنية على العدد الزائد على اثنين)) (٥) ويحدث فيه ضم اسم إلى أكثر منه بشرط اتفاق الألفاظ والمعاني (٦).
إمّا البقاعي فكان كلامه عابراً على صيغ الجمع مبثوثاً في أثناء تفسيره، وقد أشار إلى بعض المسائل منها.
١- وضع المفرد موضع الجمع:
(٢). نظم الدرر: ١٢/٣٦١.
(٣). البحر المحيط: ٦/٢٦٥.
(٤). ينظر: شرح جمل الزجاج: ١/١٤٥، وجوهر القاموس في الجموع والمصادر: ٢٦ ومن علوم القرآن وتحليل نصوصه: ١٧٠ والبحث الدلالي في تفسير التبيان: ٨٤.
(٥). الصاحبي: ٣٩٥.
(٦). ينظر: البحث الدلالي في تفسير التبيان: ٨٤.