وقد فسر البقاعي القرآن الكريم بتعرضه لكل مظاهر اللغة العربية، من بيان المفردات وإعراب الكلمات، وتصريف المشتقات، وبيان دلالة الاسم والفعل، فضلاً عن تطرقه إلى القراءات القرآنية من أجل الوقوف على المعنى لكل نص قرآني، فقد وقف البقاعي عند الكثير من النصوص القرآنية؛ لبيان دلالة الجملة الاسمية والفعلية، وقد وافق البقاعي رأي النحاة بأن الاسم يفيد الثبوت والفعل يفيد التجدد والحدوث (١)، فإن الأفعال مقيدة بالزمن، فالفعل الماضي مقيد بالزمن الماضي على الأغلب، والمضارع مقيد بزمن الحال والاستقبال في الغالب، في حين أن الاسم غير مقيد بزمن من الأزمنة فهو أشمل وأعم واثبت (٢). وأشار القزويني إلى هذا المعنى في قوله: ((وأما كونه ـ يعني المسند ـ فعلاً فللتقيد بأحد الأزمنة الثلاثة على أخصر ما يكون مع إفادة التجدد، وأما كونه اسماً فلإفادة عدم التقييد والتجديد)) (٣).
دلالة الاسم:
سار البقاعي في تفسيره في بيان دلالة الاسم والفعل بانياً آراءه على آراء النحويين متخذاً من آرائهم طريقاً لبيان النصوص القرآنية، وهذا يدلّ على إلمام البقاعي إلماماً يعتد به في اللغة العربية وآراء العلماء السابقين.
(٢). معاني الأبنية في العربية: ٩.
(٣). الايضاح في علوم البلاغة: ١/٨٧.