وكذلك ما جاء في قوله تعالى: ﴿هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ﴾ (١) فالمعنى: كما كانوا يقولون عناداً أن القرآن بما فيه أقصى درجات التكذيب: ((فقال مقدماً للظرف إشارة إلى ذلك في الدنيا على التجدد والاستمرار)) (٢) فكانت صيغة ((يفعل)) (تكذبون) دالةً على تجدد الكذب لديهم، واستمرارهم عليه حتى يذوقوا عذاب الله سبحانه وتعالى الذي أعدّه للمكذبين.
وقد يأتي المضارع دالاً على الاستمرار بقطع النظر عن الأزمنة التي يرد فيها، أي أنّه يدلّ على الأزمنة العامة وهذا يأتي في سياق لا يقع فيه الحدث في زمن خاص، ولكنه يحدث في كل زمن، أو عندما يدلّ على تقليد سارت عليه طائفة من الناس أو أمة من الامم (٣).

(١). الطور: ١٤.
(٢). نظم الدرر: ١٩/١١.
(٣). ينظر: الزمن في القرآن الكريم: ١١.


الصفحة التالية
Icon