وقد أشار البقاعي إلى هذا الغرض في الأفعال في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ إلاّ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ (١) فالمعنى ((وتطمئن قلوبهم)) أي الذين اعترفوا بتوحيد الله على جميع صفاته ونبوة نبيه وقبول ما جاء به من عند الله وتسكن قلوبهم بذكر الله وتأنس إليه، بعد الاضطراب بالشكوك لإيجادهم الطمأنينة بعد صفة الإيمان إيجاداً مستمراً دالاً على ثبات إيمانهم لترك العناد: ((وهذا المضارع في هذا التركيب مما لا يراد به حال ولا استقبال، إنّما يراد به الاستمرار على المعنى مع قطع النظر عن الأزمنة)) (٢) وهذا حثُّ للعباد على تسكين القلب إلى ما وعد الله به من النعيم والثواب والطمأنينة إليه، فإن وعده سبحانه صادق ولا شيء تطمئن النفس إليه ابلغ من الوعد الصادق (٣).
٢- دلالة الفعل على التصوير:
(٢). نظم الدرر: ١٠/٣٣٦.
(٣). للمزيد ينظر نظم الدرر: ٢/٧٣، ٣/٢٠٣، ٤/٤٦١، ٥/٤٠٢، ٦/١٣٣، ٨/٢٣٨، ١١/٢٧، ١٣/٣٣ ـ ٨٢ ـ ٣٧٠، ١٤/٢٢٥، ١٦/١٧٣، ١٧/٢٣٨، ١٨/١٤٤ـ ١٥٣ ـ ٣٩١، ١٩/١١ ـ ٩٦ ـ ١٠١ ـ ١٦٧ ـ ٢١٣ ـ ٢٥٥ ـ ٢٥٨ ـ ٢٨١، ٢٠/٢٥٦، ٢١/٦٣ ـ ٢١٩، ٢٢/١١٧.