وتستعمل الباء للتوكيد وهي: ((الزائدة وزيادتها في الفاعل واجبة وغالبة وضرورة)) (١) وقد أشار البقاعي إلى هذا المعنى في قوله تعالى: ﴿... قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ﴾ (٢) إذ يقول البقاعي: ((ومعنى الباء في ((بالله)) ـ أي الذي له الإحاطة الكاملة ـ التأكيد؛ لأنّ الفعل لما جاز أن يضاف إلى غير فاعله إذا أمر به أزيل هذا الاحتمال من وجهين: جهة الفاعل وجهة صرف الإضافة)) (٣) وقال الزجاج: ((دخلت لتضمّن كفى معنى اكتَفِ وهو من الحسن بمكان)) (٤) وقد جاء في المغني: ((الفاعل ضمير الاكتفاء وصحّة قوله موقوفة على جواز تعلّق الجارّ بضمير المصدر وهو قول الفارسي والرماني)) (٥) والواضح من الدلالة بهذا النص، يشهد بتكذيبكم بادعائكم القدرة على المعارضة وترككم لها عجزاً، وهذا أعلى مراتب الشهادة؛ لأن الشهادة قول يفيد غلبة الظن بأنّ الأمر كما تشهد به، والمعجزة فعل مخصوص يوجب القطع بأنّ ما جاءت لأجله، ممّا أنزله فيه من الأصول والفروع والخبر عما كان، ويكون على نحو من الأساليب ونمط من المناهيج، أخرس الفصحاء وابكم البلغاء وأبهت الحكماء وهو الله تعالى تأييداً وتحقيقاً لدعواه (٦).
٣- على:
(٢). الرعد: ٤٣.
(٣). نظم الدرر: ١٠/ ٣٦٨.
(٤). ينظر: معاني القرآن وإعرابه/ ٣/١٢٣ وينظر: مغني اللبيب: ١/٢٠٧.
(٥). مغني اللبيب: ١/٢٠٧.
(٦). ينظر: نظم الدرر: ١٠/٣٦٨.