وتستعمل للاستعلاء على المجرور (١)، وهي كذلك عند الشيخ البقاعي، وقد ورد في قوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى * وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى﴾ (٢) فالمعنى: لما ساق الله سبحانه وتعالى هذه الأشياء دليلاً على إحاطة علمه، فلزمها أنْ دلّت على تمام قدرته، من ذلك الإقرار حتماً بأنّه قادر على البعث، عبر بما يقتضي أنّه لما تقدم به وعده على جميع ألسنة رسله صار واجباً عليه، بمعنى أنّه لابدّ من كونه لأنّه لا يبدل القول لديه، لا غير ذلك، ((فعبر بحرف الاستعلاء تأكيداً له رداً لإنكارهم إيّاه)) (٣)،
٤- عن:
وتستعمل للمجاوزة وتعدية الشيء (٤) ولم يذكر البصريون سواه، وهي لدى الشيخ البقاعي كذلك، وجاء في قوله تعالى: ﴿... أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾ (٥) فالمعنى: أن الإعطاء لا يكون إلاّ بعد البطش المذل، هذا إذا اريد باليد يد الآخذ، ويمكن أن يراد بها يد المعطي، وتكون كناية عن النفس؛ لأن المقصود الجزية من المال، فالمقصود حتى يعطي كل واحد منهم الجزية عن نفسه، ((وعبّر بـ (عن) التي هي للمجاوزة)) (٦)
٥- في :
(٢). النجم: ٤٥-٤٧.
(٣). نظم الدرر: ١٩/٧٥.
(٤). الكتاب: ٤/٢٢٦ والجنى الداني: ٢٦٠ ومغني اللبيب: ١/٢٩٤.
(٥). التوبة: ٢٩.
(٦). نظم الدرر: ٨/ ٤٣٥.