ويأتي للتعليل وموافقة ((إلى)) (١)، وقد أشار البقاعي إلى هذا الاستعمال عند بيانه المعنى العام لقوله تعالى: ﴿رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا...﴾ (٢) إذ أشار البقاعي إلى قوله تعالى: ((للإيمان)) مصرحاً بأنّ: ((اللام تصلح للتعليل ومعنى ((إلى)) عبّر بها)) (٣) فالمعنى: أنّها تصلح للتعليل، وذلك لما سمعوه من المنادي، وأري الأصح أنّها بمعنى ((إلى)) أي إلى الإيمان كقولك: الحمد لله الذي هدانا لهذا، معناها إلى هذا، وكقول الراجز:
أوْحَى لَهَا القَرَارَ فَاتَْسقَرَّتْ * * * وَشَدَّهَا بِالرَّاسِيات الثُبَّت
فخلاصة المعنى: ربنا إنّنا سمعنا داعياً يدعو إلى الإيمان والتصديق بك، والإقرار بوحدانيتك، واتباع رسلك واتباع أمرك ونهيك سبحانك لا إله إلاّ أنت (٤).
٨- من :
ولها معانٍ عديدة يخرج إليها الحرف هي: ((إبتداء الغاية والتبعيض وتفيد بيان الجنس والتعليل والمجاوزة وبمعنى عن ومرادفة للباء...)) (٥).

(١). ينظر: مغني اللبيب: ١/٤١١/٤١٢.
(٢). آل عمران: ١٩٣.
(٣). نظم الدرر: ٥/١٥٩.
(٤). ينظر: مجمع البيان: ٢/٥٥٧.
(٥). ينظر: الكتاب: ٤/٢٢٤ والمقتضب: ٤/١٣٦ وشرح الوافية نظم الكافية: ١٨١، الجنى الداني: ٣١٥ ومغني اللبيب: ١/٦٠٨ والبرهان للزركشي: ٤/٢٩٤، ورسائل في النحو: ٦٣.


الصفحة التالية
Icon