وقد أورد البقاعي هذا الاستعمال في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم مِّنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ (١). والمراد من النص القرآني، الأخبار بهلاكهم على مالهم من المكانة العظيمة؛ ليتعظ بهم من سمع أمرهم، أتبعهم من كان مشاركاً لهم في التكذيب التي أهلكها سبحانه وتعالى كأهل الحجر وسبأ ومدين وقوم لوط وفرعون وأصحاب الرس وثمود وغيرهم، وإلا
على إحاطة قدرته بإحاطة علمه (ولما كان الموعوظ به الإهلاك ذكر مقدماً، فتشوق السامع إلى السؤال عن حالهم في الآيات فقال عاطفا بالواو التي لا يمنع معطوفها التقدم على ما عطف عليه)) (٢) (وصرّفنا الآيات) أي الحجج البيّنات وكررناها موصولة مفصلة مزينة محسنة على وجوه شتى من الدلالات، خالصة من كل شبهة (٣).

(١). الأحقاف: ٢٧.
(٢). نظم الدرر: ٨/١٧٤.
(٣). ينظر: نظم الدرر: ٨/١٧٤.


الصفحة التالية
Icon