وتأتي الواو بمعنى (مع) وهذا ما صرح به البقاعي عند وقوفه على قوله تعالى: ﴿... فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ...﴾ (١) إذ يقول البقاعي: (والواو بمعنى ((مع) في قوله ((وشركاءكم، ليدلّ على أنّه لا يخافهم وإن كانوا شركاءهم أحياء كائنين من كانوا وكانت كلمتهم واحدة لا فرقة فيها بوجه)) (٢) فتقديراً لمعنى على قول البقاعي، فأعزموا على أمركم مع شركائكم واتفقوا على أمرٍ واحدٍ من قتلي وطردي ولا تضطربوا فيه فتختلف أحوالكم فيما تلقونني به. وقد اختلف العلماء في قوله (وشركاءكم) فمنهم من قرأ بالرفع وهو يعقوب على تقدير ((فأجمعوا أمركم وشركاءكم) رفعه على العطف على الضمير في أجمعوا وساغ عطفه على الضمير من غير توكيد، وقرأ الباقون ((وشركاءكم)) بالنصب، على إضمار فعل كأنه قيل: ((وادعو شركائكم)) (٣). وذهب المحققون إلى أنّ مفعول معه وتقديره مع شركاءكم (٤) وهذا ما ذهب إليه البقاعي الذي عدّ الواو بمعنى (مع).
ج: قد :
وهو حرف مختص بالفعل، يدخل على الماضي المنصرف وعلى المضارع المجرد من الناصب والجازم (٥). وهي لدى البقاعي تفيد التوقع، ومعنى ((قد))وقوع الخبر على وجه التقريب من الحال، وهذا ما أشار إليه البقاعي في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ...﴾ (٦).

(١). يونس: ٧١.
(٢). نظم الدرر: ٩/١٦٣.
(٣). مجمع البيان: ٥/١٢٣.
(٤). ينظر: مغني اللبيب: ١/٦٧٦.
(٥). الكتاب: ٣/١٧٩ ومعاني النحو: ٣/٥٢٠ والجنى الداني: ٢٧٠ ومغني اللبيب: ١/٣٤٧.
(٦). البقرة: ٨٧.


الصفحة التالية
Icon