أ: الدلالة الطبيعية: هي الدلالة التي كون فيها الدال شيئاً طبيعياً، كدلالة التأفف على الضجر ودلالة الأنين على الألم، وهي دلالة لفظية ودلالة الاصفرار في الوجه على الخوف، أو المرض ودلالة احمرار الوجه على الخجل دلالة غير لفظية.
ب: الدلالة العقلية: قال فخر الدين الرازي: ((وإمّا العقلية فأمّا على ما يكون داخلاً في مفهوم اللفظ، كدلالة لفظ البيت على السقف وهو جزء من مفهوم البيت، ولا شك في كونها عقلية لامتناع موضع اللفظ إزاء حقيقة مركبة، فلا يكون متناولاً لأجزائها، وأمّا يكون خارجاً عنه، كدلالة السقف على الحائط، فإنّه لما امتنع إنفكاك السقف على الحائط بوساطة دلالة الأولى فتكون هذه دلالة عقلية)) (١)
ح: الدلالة الوضعية: هي الدلالة التي يكون فيها الدال متفقاً أو مصطلحاً عليه، كدلالة ((اللفظ)) على تمام المعنى الموضوع له، ودلالة لفظ الإنسان على الحيوان الناطق ودلالة لفظ الأسد على الحيوان المفترس، وهي دلالة لفظية، ودلالة عقرب الساعة على الزمن، ودلالة المرور على النظام غير لفظية (٢).
والمستعمل من هذه الأقسام عند المناطقة والأصوليين هو الدلالة الوضعية للفظة، ((وهي عند أهل التربية والأصول كون اللفظ بحيث إذا أطلق فهم المعنى منه للعلم بالوضع، وعند المنطقيين كونه بحيث كلما أطلق فهم المعنى للعلم بالوضع)) (٣).
ويرى المناطقة والأصوليون، أنّ هذه الدلالة تنحصر في ثلاثة أنواع هي:

(١). نهاية الإيجاز: ٨، ومعجم المصطلحات البلاغية وتطورها: ٣/٩.
(٢). ينظر: أسباب اختلاف الفقهاء: ١٥٦، والبحث الدلالي عند سيف الدين الآمدي: ٢٢.
(٣). كشاف اصطلاحات الفنون: ٢/٢٨٨، وينظر البحث الدلالي عند. سيف الدين الآمدي: ٢٢


الصفحة التالية
Icon