ففي هذه العبارة التي صريحها النهي عن الاقبال على الدنيا إقبالا يوجب الاعراض عن الآخرة باستباحة أكل الربا (١)، فالمقصود من النص النهي عن الربا بصريح العبارة والتحذير من أن يعودوا عليه المسلمين إلى الاقبال على الغنائم قبل انفصال الحرب، وهذا ما أشار إليه البقاعي بدلالة المطابقة وهي النهي المطلق عن أكل الربا، إما ما يتضمنه الربا من مضاعفة أموالكم، ويدخل فيه كل زيادة محرّمة في المعاملة من جهة المضاعفة، فان الربا يتضمن زيادة في الاموال وهذا ما أشار إليه البقاعي بدلالة التضمن، فالحاصل (( أنها دلّت على الربا بمطابقتها وعلى مطلق الزيادة بتضمنها)) (٢) وهذا النص القرآني من أدلة الامام الشافعي(رض)على استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه، والذي دلّنا على ارادة المعنى التضميني المجازي نظمها ووضعها في هذا الموضع (٣)

(١). ينظر: نظم الدرر: ٥/٦٥ ومجمع البيان: ٢/٥٠٢.
(٢). نظم الدرر: ٥/٦٤-٦٥.
(٣). ينظر: نظم الدرر: ٥/٦٥.


الصفحة التالية
Icon