أولاً : إن القرآن الكريم إنما أنزله الله تعالى لهداية البشر في كل زمان وفي كل مكان، ومشكلات الناس تختلف باختلاف عاداتهم وتقاليدهم وبيئاتهم التي يعيشون فيها، فكل قوم وصلهم دين الإسلام وجب عليهم النظر في هذا القرآن الذي هو منهج حياتهم وسبيل رقيهم، والنظر مختلف باختلاف الحاجات العائدة إلى سبيل الهداية ولا شك أن هذا سبيل من سبل الرقي في التفسير والتنوع في الإفادة من القرآن الكريم بما تقوم به حياة الناس المختلفة ولا شك أن هذا يمثل نوعا من التجديد
ثانياً: إن القرآن الكريم حض في ثناياه على السير في الأرض والنظر في آثار المهلكين من جهة وكذا النظر في آثار رحمة الله تعالى بعباده. ولا شك أن المهلكين متنوعين والنعم متنوعة، والاعتبار بهذا وذاك يختلف باختلاف حال المعتبر المتدبر، فكل يعتبر ويتدبر ويتذكر ويتفكر بحسب ما أوتي من الطاقات والقوى والقدر ولا شك أن في هذا اختلافا بينا بين الناس وفي هذا نمط من التجديد بين معتبر و آخر، إذ لا يلزم عليه أن تكون العبرة واحدة والاتعاظ بها سبيل واحد كذلك.
ثالثاً : إن القرآن الكريم قد حث على التعقل والتدبر والتفكر في غير ما موضع من الآيات الكريمة وفي سور عديدة(١)فإذا كان المقصود هو الوقوف عند أقوال السابقين وعدم الزيادة عليها فلأي معنى يكون تنوع الحض على التدبر والتفكر والتعقل ؟