رابعاً : قد ذكرت في كتابي " الدلالات المعنوية لفواصل الآيات القرآنية " ما يؤيد هذا الجانب في مبحث خاص تحت عنوان " صيغ عملية في فواصل القرآن الكريم " قلت فيه : أريد بالصيغ العملية ما هو مثل مادة التفكر والعمل والعلم ونحوها من الصيغ التي تدل على حركة الإنسان في هذه الحياة وهذا الكون إذ قد تكاثر ورود هذه الصيغ التي أشرت إليها في فواصل القرآن الكريم وفي سياقات مختلفة، فقد وقعت مادة (التذكر) مثلا بصياغاتها المختلفة في فواصل القرآن الكريم نحو من ثلاث وثلاثين مرة، ومادة (عقل) في الفواصل وقعت على صيغة يعقلون بالياء وبالتاء في أربعة و أربعين موضعا، ومادة (عمل ) وقعت في الفواصل على صيغة يعملون بالياء والتاء في ثلاثة وتسعين موضعا ومادة (فعل ) على ذلك النمط وقعت في ثمانية عشر موضعا، ومادة (فقه) وقعت على صورة (يفقهون) فقط في الفواصل في تسع مرات، ووقعت مادة (فكر) على صورة يتفكرون بالياء والتاء في اثني عشر موضعا، ووقعت مادة (علم ) في تصريفات مختلفة في الفواصل القرآنية في مائة وعشرين موضعا من القرآن الكريم.
وقد سبق أن بينت في المبحث الخاص بتركيب الفاصلة من الجمل الفعلية(١)إن القرآن الكريم يريد أمة حية متحركة واعية قادرة على النهوض بأعباء الدعوة إلى دين الإسلام. هذا الدين الذي يأبى على أهله أن يكونوا كسالى نائمين. فيحفزهم دائما إلى أن يكونوا إلى النهوض والعمل سباقين.


الصفحة التالية
Icon