إننا اليوم أحوج ما نكون إلى إحداث نقله هائلة في تدريس التفسير ذلك أن الأحداث المعاصرة كبيرة وكبيرة جدا، يكفي منها ما نراه من تطرف في الآراء المستنبطة من دراسة القرآن الكريم عند بعض ممن يستشهد بالقرآن لتلبية حاجاته ورغباته، أو نصرا لمذهبه ونحلته، وحسبنا من هذا التطرف ما جنته الآراء السقيمة والعقيمة غير المتدبرة من بيان علاقة المسلمين بغيرهم من أهل الكتاب، أو غيرهم، فغني عن البيان ما أحدثته هذه الآراء غير المدروسة وخصوصا تلك الآراء التي أنتجت العنف وسيلة للتعامل مع الآخرين حتى تعدى هذا إلى نشوء عقلية إقصاء الآخر، حتى انتقلت هذه العقلية إلى أن تضيق بالمسلمين الذين يخالفون صاحبها الرأي، وغني عن البيان النظر إلى ما أحدثته هذه الآراء وسط مجتمع المسلمين أولا قبل النظر فيما آل إليه أمر المعاملة مع غير المسلمين، وإذا كانت داعية هذه الآراء في المقام الأول بسبب من النظر الخاطئ في القرآن الكريم أو الفهم الخاطئ للآيات أو حتى الفهم الخاطئ في التعامل مع أقوال المفسرين في التفسير وإسقاطها على الواقع الذي نعيشه فلا بد من تقويم ذلك وبيان خطئه والحث على الصواب وتسديده.
هذا غيض من فيض ولو نظر إليه وحده لكفانا حافزا إلى أن نعمد إلى أحداث مناهج جديدة في التعامل مع القرآن الكريم بل وفي النظر المعمق للاستشهاد بالآيات الكريمة على أمور تحدث في الواقع إن النظر إليها على أنها هي المقصودة بعينها من الآيات الكريمة.
لأجل هذا ولغيره لا بد من التغيير الذي هو بداية التجديد في التفسير وعلوم القرآن الكريم على نحو يخدم به كتاب الله تعالى ولا تذهب هيبة علماء التفسير المتقدمين لأننا لا نريد من التغيير أن نهدم ما بنته القرون بل نهذبه ونضيف إليه ما يفتح الله تعالى على من يشاء من عباده الصالحين.