وهذا الأستاذ الدكتور فضل عباس يذكر في كتابه إتقان البرهان في علوم القرآن في فصل المكي والمدني كل ما ادعي فيه هذا التقسيم فلا يجد دليلاً واحداً صحيحاً يسند قول القائلين بهذا الرأي. ومع هذا لا تزال هذه الآراء تدور عندنا في كتب المعاهد والمدارس والجامعات على أنها من المسلمات بل لا تزال بعض دور النشر تكتب في مقدمات السور من بعض طبعات المصاحف مثل هذا الأمر الشائع الذي لا دليل عليه. فنحن مطالبون في تجديدنا لما حول التفسير بتنقية هذه الأشياء وأمثالها.
٢- فيما يخص الحديث عن تفسير الرسول الكريم للقرآن الكريم ﷺ لا تزال هناك أشياء تتردد على أنها من المسلمات أو أننا لا زلنا ندير الخلاف فيها كما أداره المتقدمون مع أن المسألة قد حسمت عملياً وأقف هنا عند قضيتين :-
القضية الأولى : هل فسر النبي ﷺ القرآن الكريم كله أم لا ؟ هذا سؤال يتناوله كل من يدرس التفسير عندما يتحدث عن مراحل التفسير ونشأته ويذكر في المسألة رأيين الأول يقول نعم فسره كله والثاني يقول إنه لم يفسر إلا ما دعت الحاجة إليه ويذكرون أدلة هذا القول وذاك وردود أصحاب كل من القولين بعضهما على بعض. مع أن المذكور المتداول في كتب السنة يشهد لكل ذي عينين أن هناك آيات كثيرة جداً لم يفسرها الرسول الكريم مما يعني بوضوح رجحان القول الثاني فما هي الدواعي إذن لتكثير القول حول الخلاف في النظر في هذه المسألة وهي من المسائل المحسومة عملياً.
القضية الثانية : تفسير الرسول الكريم نفسه ما هو :