وخلاصة القول أن القرآن يحوي أمورا متنوعة في مساحة واسعة جدا. وفيه مطلوب كل قاصد، فلا غناء عنه في حل كل معضلة وتلبية كل حاجة(١)٣٩)
فليس من المعقول أن يغفل المفسر عن هذه الحاجات الإنسانية ولا يبينها بما يتلاءم مع الإنسان في عصر ومصر، فإن لم تكن هذه هي الحاجة للتجديد والدافع إليها فماذا تكون ؟
٣- لا بد أن يتطور الدرس التفسيري اليوم فيستعمل فيه الحاسوب ( الكمبيوتر ) حتى نتمكن أولا من عرض نتائج وإحصاءات دقيقة أثناء التفسير. كما لا بد أن يدعم التفسير بالصور الحية الشاهدة الدالة على المراد دلالة بصرية كأن يستعمل الفيديو والإنترنت في عرض ما توصل إلى العلم من نتائج باهرة في علم الإنسان والحيوان والكون بما يعد شاهدا على صدق القرآن الكريم. وأن لا تبقى القضية أستاذ يلقي وطلبة يستمعون !!
٤- لا بد من تشجيع النظرات التفسيرية الجديدة الجادة التي تدل على نظر ثاقب وتأمل عميق في الآيات الكريمة تشجيعا للمفسر المعاصر وأخذا بيده نحو الرقي في مادة التفسير وهذا مؤداه أن تخضع الآراء الجديدة إلى المعمل الفكري لإبداء الرأي فيها، وأن لا يكون حظها من القبول هو رفضها لأنها جديدة استمساكا منا ببعض ما يقال عند بعض المذاهب الفكرية المتطاحنة في ساحة الحوار اليوم إذ يقولون لا يفهم القرآن إلا بفهم السلف !؟! مما يعني وقوف التفسير عند حد معين. لم يلزمنا به أهل ذلك العصر أنفسهم ولا ألزموا أنفسهم به أليس هذه معضلات المسائل(٢)٤٠).
وإذا كان هذا هو شأن التجديد في التفسير فلا بد من الدعوة إلى بيان من هو المفسر الذي يحمل هذا العلم فينشره للناس كما أراد الله تعالى، وأحسب أن هناك ضوابط وضعها علماء التفسير وعلماء علوم القرآن في كتبهم لا ينبغي إغفالها. ولكنني سأركز النظر حول بعض هذه المطالب.