٥- لابد أن يختار للتفسير من هو أهله فلا يترك الباب مفتوحا لمن هب ودب، فإنا نجد اليوم كثيرا من الوعاظ والمدرسين في المساجد يأخذون بعض الآيات فيطوفون حولها ويتكلمون في كل شيء إلا التفسير، ويسمون ذلك تفسيرا كمن يأتي إلى قوله تعالى (وقضى ربك إلا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) فيأخذ في شرح معنى البر والحض علية في الأحاديث وفوائده، وحقوق الوالدين، وأوزار العقوق، ثم ينتهي من هذا إلى القول انتهينا من تفسير الآية الكريمة دون أن ينبس ببنت شفة في تفسيرها. فلا بد من الأخذ على أيدي هؤلاء ومنعهم من الافتراء على كتاب الله تعالى إذ ليس كل مجلس للوعظ هو مجلس تفسير.
هذا ما وددت الاقتصار عليه في البحث ورأيت انه يتلاءم مع حجمه وطبيعته راجيا من الله تعالى التوفيق والعون.
المبحث الخامس : نماذج لآراء جديدة في التفسير
إذا كنا ندعو للتجديد ونحث علية ونرى أن الحاجة ماسة إلية فلا بد أن نقدم نماذج لآراء جديدة في التفسير حفزا للقارئين على المضي قدما في تدبر القرآن الكريم وإبرازا لنتاج الحض على التجديد، وأن في مقدور المفسر المعاصر إذا بذل جهدا وافيا وفتح الله تعالى عليه أن يأتي بالجديد النافع في التفسير.
وهذه نماذج لتفاسير جديدة لأستاذ الجيل وشيخ الشيوخ في بلادنا الأستاذ الدكتور فضل عباس أحببت أن أوردها في ختام هذا البحث تدليلا مني على أن الذي أنادى به وينادي به غيري من الممكن المقدور.(١)٣)


الصفحة التالية
Icon