وهذه الأنواع السبعة من التأليف كلها(١)فيها إضافة نوعية أو شكلية أو مادية لما سبق، ونلاحظ بوضوح أن الإتيان بجديد ليس إلا نوعاً من التجديد وليس هو.
وإذا كان الأمر على ذلك فلا ينبغي حصر التجديد في الإتيان بجديد والذي ربما قاد إلى الإنحاء باللائحة على المتقدمين الذين لم تبلغ عقولهم أن يصلوا إلى ما وصل إليه المجدد في موضوع التجديد وفي هذا ما فيه من غمط السابقين حقوقهم وفضائلهم.
المبحث الثاني :" تجديد التفسير "
ليس يقصد بهذا العنوان أن نأتي بتفسير لم يسبق إليه سابق مما يترتب عليه إلغاء التفسير السابق فإن هذا لا يعد من العلم في فتيل ولا قطمير، وإنما هو من هدم ما بناه الأقدمون دون مناسبة داعية لذلك ولكن الذي أعنيه بهذا العنوان هو مواكبة التفسير لحاجات العصر وإصلاحها بحيث لا يغدو التفسير حبيس الأوراق والكتب وإنما ينطلق لاصلاح واقع الناس وتلبية حاجاتهم الدينية والنفسية. وهذا بيان مقتضب يستدعي النظر في بعض الأمور أهمها :
١- التفسير القديم طريقته ومنهجه ومصادره.
٢- هل يقف التفسير عند عصر من العصور.
٣- دواعي التجديد في التفسير.