ففيما يتعلق بالأمر الأول من هذه الأمور المشار إليها ذكر المتقدمون أن التفسير القديم(١)كان قوامه على أمور لم تتخلف عند واحد من الذين تعاطوا علم التفسير وهي تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة(٢)وتفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين هذا هو الإطار العام لما عرف قديما باسم التفسير بالمأثور(٣)٠)وفي داخل هذا الإطار العام يدخل التفسير باللغة وسياق الآيات المفسرة والأحوال المستتبعة لنزول الآيات الكريمة وما اوتيه المفسر مما فتح الله عليه من بركات القرآن الكريم(٤)١)وقد جاء عن علي رضي الله عنه ما يوضح هذا المعنى الخاص بهذا الجانب عندما سئل هل عنده من خصوصية في علم القرآن. فقد اخرج البخاري عن أبي جحيفة قال : سألت عليا رضي الله عنه هل عندك عن النبي ﷺ شيء سوى القرآن فقال : لا والذي خلق الحبة وبرأ النسمة إلا أن يؤتي الله عبدا فهما في القرآن، وما في هذه الصحيفة، قلت: وما في هذه الصحيفة ؟ قال: فكاك الأسير ولا يقتل مؤمن بكافر).(٥)٢)