فالمفهوم بادي الرأي من هذا الحديث أن إفهام الناس تتفاوت في فهم القرآن وطريقة المتقدمين في التفسير هي أن يعمد المفسر إلى آية أو مجموعة من الآيات ذات الارتباط الموضعي أو النحوي فيعمد إلى القصد إلى جزئياتها من الحديث عن بيان معاني المفردات والكلمات وأصولها الاشتقاقية وصيغها الصرفية ثم الكلام على الاعاريب والقراءات ثم الحديث عن الأساليب البلاغية في الآية وربما انجر الكلام إلى التوسع في بعض ما له علاقة بالآية من قريب أو بعيد. هذه هي طريقة التفسير في القديم، ويمكننا أن نلحظ هذا بوضوح فيما بين أيدينا من التفاسير فقد وقفت على أقدم تفسير مطبوع فيما أعلم وهو تفسير مقاتل بن سليمان المتوفى سنة ١٥٠ للهجرة، وبأدنى تأمل ترى هذا الأمر واضحا فيه كل الوضوح، ثم تتابع الأمر على ذلك، حتى وصل إلى عصرنا الحاضر فمثلا في التفاسير المعاصرة مع وجود التمايز بين هذه التفاسير قديما وحديثا باختلاف شخصيات المفسرين، فكل تفسير ينطبع فيه آثار شخصية مؤلفة، وتختلف المعرفة من شخص لآخر عبر القرون وهذا من الاختلافات التي هي من شأن البشر وضرورة تمايزهم. نجد هذه الطريقة عند المنار وعند القاسمي وعند إسماعيل حقي البرسوي.


الصفحة التالية
Icon