فقال: ﴿بلى قَادِرِينَ﴾. ثم إنه حذف الفعل وصاحب الحال، وجاء بالحال وحدها، فقال: ﴿قَادِرِينَ﴾ ولم يقل: (نجمعها قادرين) فأخلاها من كل توكيد في حين ذكر الجملة تامة، مؤكدة في إحياء الموتى فدلَّ ذلك على الفرق بين المقامين.
وفي ختام هذه اللمسات، نقول: إن هناك أكثر من خط فني في هذه السورة.
منها: خَطُّ مراعاة العجلة، ومنها: مراعاة جانب القيامة، ومراعاة الازدواج. في التعبير وغيرها من الخطوط.
أما مراعاة جانب القيامة وجانب النفس اللوامة، فالسورة مبنية عليهما أصلاً كما بيّنا. وسنشير إلى جانبين آخرين هما: مراعاة جانب العجلة، ومراعاة الازدواج في التعبير. أما بقية الجوانب، فهي ظاهرة لا تحتاج إلى إيضاح.
فمن مراعاة جانب العجلة:
١- حذف جواب القسم الذي افتتحت به السورة وهو ﴿لاَ أُقْسِمُ﴾.
٢- حذف عامل الحال وهي ﴿قَادِرِينَ﴾.
٣- عدم ذكر مرجع الضمير في قوله: ﴿لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فاتبع قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ فالهاء لا تعود على مذكور.
٤- عدم ذكر الفعل ﴿بَلَغَتِ﴾ في قوله: ﴿كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ التراقي﴾ ولم يَجر له ذكر.
٥- عدم ذكر فاعل الظن في قوله: ﴿وَظَنَّ أَنَّهُ الفراق﴾ ولم يجر له ذكر.


الصفحة التالية
Icon