تثبيت لرسول الله ﷺ وبعث على أن يطامن نفسه الكريمة على احتماله، فإن ذلك قدر محتوم".
وجاء في (التبيان في أقسام القرآن) :"وفي الآية قول ثالث، وهو أن المعنى: وأنت مُستحَلّ قتلُك وإخراجك من هذا البلد الأمين الذي يأمن فيه الطير والوحش والجاني، وقد استحل قومُكَ فيه حرمتك، وهم لا يعضدون به شجرةً ولا ينفرون به صيداً... وعلى كل حال فهي جملة اعتراض في أثناء القسم موقعها من أحسن موقع وألطفه.
فهذا القسم متضمن لتعظيم بيته ورسوله".
ومن معاني (الحِلّ) أنها تأتي بمعنى الحلال ضد الحرام، أي: "وأنت حلال بهذا البلد يحل لك فيه قتلُ مَنْ شئت. وكان هذا يوم فتح مكة".
وجاء في (الكشاف) :"يعني وأنت حِلّ به في المستقبل، تصنع فيه ما تريد من القتل والأسر... فإن قلت أين نظير قوله: ﴿وَأَنتَ حِلٌّ﴾ في معنى الاستقبال؟ قلتُ: قوله: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ﴾ [الزمر: ٣٠] ومثله واسع في كلام العباد".
وعلى هذين القولين الأخيرين تكون (لا) نافية، أي: لا أقسم بهذا البلد في حين أن أهلُه يستحلون حرمتك، ولا يرعون لك قدراً، أو لا أقسمُ به وقد جاء أهله بأعمال تستحل حرمتهم والوقيعة بهم في هذا البلد الأمين. فعلى كلا القولين: تكون (لا) نافية.