يصاغ من الثلاثي على وزن (مفعل) بفتح الميم والعين وسكون الفاء نحو: (منصر ومضرب)، ما لم يكن مثالا صحيح اللام؛ حيث تحذف فاؤه في المضارع نحو (وعد يعد)، فإنه يكون على زنة (مفعل) بكسر العين كـ(موعد)، وثمة كلمات شذت عن هذه القاعدة يمكن الرجوع إليها في مظانها. ومن غير الثلاثي يكون على وزن اسم المفعول مثل (مقام) بضم الميم من (أقام)(١)، وقد احتفظت قراءة حفص لنا بصور من كلا البناءين، نذكر منها على سبيل المثال :
ـ مدخلا : في قوله (ندخلكم مدخلا كريما) النساء ٣١، حيث قرئ بضم الميم وفتحها، والضم قراءة حفص(٢)، وهو مصدر من (أدخل)، ودليله قوله :(قل رب أدخلني مدخل صدق)(٣)، ومثله في الأحزاب١٣ (يا أهل يثرب لا مقام لكم)(٤).
ـ مجراها : في (بسم الله مجراها ومرساها) هود ٤١، حيث قرئ بفتح الميم وضمها، والفتح قراءة حفص(٥)، والفتح مصدر (جرى)(٦)، وقد اختارها الطبري لقربها من قوله: (تجرى بهم) بالفتح(٧)، وذكر مكي أن الفتح والضم لغتان(٨).
ـ مهلك : الكهف ٥٩ والنمل ٤٩، حيث قرئ بفتح الميم وكسر اللام، وبضم الميم وفتح اللام، وبفتحهما، والأولى قراءة حفص(٩)، وهو مصدر من (هلك)(١٠).
ثانيا: المشتقات :
ويقف الباحث عند :
١ـ اسم الفاعل :
من نافلة القول أن اسم الفاعل من الثلاثي على زنة فاعل، ومما تنوعت القراءة فيه، وجاء علي وزن فاعل في قراءة حفص :

(١) شذا العرف ٧٣
(٢) السبعة ٢٣٢، والنشر ٢/٢٤٩
(٣) حجة ابن خالويه ١٢٢، وجامع البيان ٨/٢٥٧، والكشف ١/٣٨٦، والجامع ٢/١٧٣١
(٤) السبعة ٥٢٠، والإتحاف ٢/٣٧١
(٥) السبعة ٣٣٣، والعنوان ١٠٧، والنشر ٢/٢٨٩، والإتحاف ٢/١٢٥
(٦) حجة ابن خالويه ١٨٧
(٧) جامع البيان ١٥/٣٢٧
(٨) الكشف ١/٥٢٨
(٩) السبعة ٣٩٣، والعنوان ١٢٣، والنشر ٢/٣١١، والإتحاف ٢/٢١٨
(١٠) الكشف ٢/٦٥، والجامع ٥/٤٠٤٥، والبحر ٦/١٤٠


الصفحة التالية
Icon