ـ قل : في قوله تعالى: (قل سبحان ربي) الإسراء ٩٣ و(قل إنما أدعو ربي) الجن ١٩ قرئ على المضي (قال) والأمر (قل)، والأمر قراءة حفص(١). وقد سبق الحديث عن ذلك في (الماضي).
ومن خلال العرض لهذه الظاهرة تبين أن قراءة حفص قد آثرت الزمن الماضي في المواضع التي بحاجة إلى شديد تأكيد؛ لأن الماضي أشد توكيدا، والدليل على ذلك أنه يستعمل في موضع الاستقبال لاسيما إذا كان شرطا كما في (تطوع)، والماضي له دلالة بلاغية؛ حيث يجعل أسلوب الكلام أسلوبا خبريا، وآثرت الأمر في المواضع لا تحتمل الشك؛ حيث إن الأسلوب إنشائي أمري، وغالبا ما يأتي ذلك في المواضع التي يأمر الله فيها نبيه - ﷺ - أن يأمر قومه بأمر لم يسبق إليه.
الحركة الإعرابية وأثرها في التركيب :
يتحدث الباحث في هذه الظاهرة عن الأفعال التي تنوعت قراءتها ما بين الرفع والنصب والجزم، ولا شك أن تنوع الحركة الإعرابية يؤدى إلى تنوع دلالة التركيب ويتضح هذا من خلال عرض عدة نماذج من قراءة حفص.
١ـ حركة الرفع :
من الأفعال التي جاءت مرفوعة في قراءة حفص :

(١) السبعة ٣٨٥، والعنوان ١٢١، والنشر ٢/٣٠٩، والإتحاف ٢/٢٠٥


الصفحة التالية
Icon